مرت كورد في الضحى مزهر

مرَّت كوردٍ في الضُّحى مُزهرِ

على بساطِ الرّدهةِ الأخضَرِ

ومثلَ غصنٍ رنحته الصَّبا

جرَّرَتِ الذَّيلَ على المرمر

وحسنُها الرّيانُ في ثوبها

كالسَّمنِ يوم البردِ بالسكَّر

وجنتُها شفّافةٌ لونُها

إن تمزجِ الأبيَضَ بالأحمر

فالحسنُ والصحَّةُ فاضا معاً

كما يفيضُ الماءُ في الأنهر

وخدُّها مُستَعِرٌ خلقةً

لا مُستَعارٌ فهو جانٍ بري

وشَفَتاها وردةٌ نوَّرَت

وثغرُها سمطٌ من الجَوهَر

والرِّيقُ فيهِ خمرةٌ حرمت

من غيرِ كرمِ الدَّيرِ لم تُعصَر

وعينُها زهراءُ مُستأنِسٌ

بها ضليلُ البَلدِ المُقفر

وشعرُها الأشقَرُ مُسترسِلٌ

كالموجِ يومَ الهدءِ في الأبحُر

تسيرُ والأحداقُ من خَلفِها

فَتُشبهُ القائدَ في المدفر

كم مرّةٍ بتنا على لذَّةٍ

كأننا علوةُ والبُحتري