يا من تلطخ بالمداد ولاثا

يا مَن تُلطّخُ بالمدادِ ولاثا

بيضَ الصَّحائفِ عابثاً عيَّاثا

ليسَ اليراعُ لهذه الكفِّ التي

تشتاقُ ظِلفَ الثَّورِ والمِحراثا

هَلا ارتدَعتَ عن الكتابةِ بعد ما

ساوَيتَ فيها خاتماً ورعاثا

وغَدَوتَ جهلاً مُغرباً لا مُعرباً

ولبستَ أثوابَ البيانِ رِثاثا

السحرُ في حسنِ البيانِ وإنما

هذا البيانُ رأيتَهُ أضغاثا

أنا ناصحٌ لكَ فانتَصِح وارجع إلى

ما أنتَ مولودٌ له حثحاثا

لم تعرفِ الأقلامُ كفَّ أبيكَ في

حقلٍ وما كانت لهُ ميراثا

إنّ الكتابةَ حرفةٌ قتَّالةٌ

فتحت لأربابِ النُّهى أجداثا

وأنا الغيورُ على البيانِ لأنهُ

روضٌ وفيهِ أخو الجهالةِ عاثا

لولا احتقاري للدَّعيِّ المدَّعي

وهو الذي جعلَ الذكورَ إناثا

لكسرتُ أقلامي ودستُ صحائفي

حنقاً وطلَّقتُ الدواةَ ثلاثا