يا مي أفنى مهجتي التعليل

يا ميُّ أفنى مُهجتي التّعليلُ

أكذا عزيزٌ عندكِ التّقبيلُ

إن كان فقهاً ذا الغرامُ ومنطقاً

أُسّاهما التَّبيينُ والتّعليل

فمنَ العيونِ على القلوبِ شهادةٌ

ومن القليلِ علىالكثير دليل

أمّا هواكِ فإنّهُ مُستَحكِمٌ

بجوارحي فمتى يُبَلُّ غليل

وشَلاً من الشَّفتينِ أطلبُ ظامئاً

ما كان دجلةُ بُغيتي والنِّيل

جُودي بوَصلٍ قبلَ أن يمضي الصِّبا

فالوردُ في زَمنِ الربيعِ خضيل

لا حُسنَ إِلا بالشبابِ ولا هوى

وكِلاهُما بعد الشبابِ يزول

والشعرُ كالينبوعِ من قلبِ الفَتى

أبداً لإنضارِ الجمالِ يسيل

فتمتَّعي قبلَ المشيبِ ومتِّعي

فالنضرُ في زمنِ الخريفِ قليل

واجني الأزاهرَ وانشُقي منها الشَّذا

ما دامَ غصنُ القدِّ منكِ يميل

الغصنُ يُرجى ظلُّهُ في نضرهِ

والعشبُ من طلِّ الصَّباحِ بليل

إنّ الشبابَ لهازلٌ متقلِّبٌ

ولهُ غناءٌ في الهوى وعويل

فكأنه غرسٌ نضيرٌ نِصفُهُ

والنّصفُ فيه للذّبولِ حلولُ

ما كان أقصرهُ وأطولَ ذكرَهُ

أرأيتِ أيّامَ الربيعِ تطول

ولربّما يمضي بحسنِكِ والهوى

إن القلوبَ مع الوجوهِ تحول

أصبُو إلى ليلِ الوصالِ ونومُنا

مثلَ السعادةِ والوفاءِ قليل

ونجومُه في مُقلتيكِ ضياؤها

والقلبُ عندكِ مُهتدٍ وضليل

وهلالُهُ الهاوي كخصركِ ناحلٌ

وصباحُهُ مثل الحياةِ جميل

وإلى صباحٍ فيهِ سرتِ خفيفةً

وعلى الجبينِ من السَّنى إكليل

حيثُ الغصونُ عليكِ مدّت ظلَّها

ونسيمُها مثلَ الجفونِ عليل

ولِصبِّكِ الولهانِ طابَ تأمُّلٌ

وعلى التأمُّلِ يَعذُبُ التأميل

فجنيتِ من تلكَ الأزاهرِ باقةً

والطلُّ فيها كالدَموعِ يجول

عيناكِ تجتنيانِ قلبي زهرةً

وحديثُك القرآنُ والإنجيل

كم قلتِ لي بسَّامةً خلابةً

الحسنُ أن يُفني الخصورَ نحول

فزفرتُ مشتاقاً وقلتُ مقابلاً

والحبُّ أن يعلو الخدودَ ذبول