أما إنه ربع الصبا ومعالمه

أَما إِنَّهُ رَبعُ الصِبا وَمَعالِمُه

فَلا عُذرَ إِن لَم يُنفِذِ الدَمعَ ساجِمُه

لَئِن بِتَّ تَبكيهِ خَلاءً فَطالَما

نَعِمتَ بِهِ دَهراً وَفيهِ نَواعِمُه

رِياحٌ عَفَتهُ وَهيَ أَنفاسُ عاشِقٍ

وَوَبلٌ سَقاهُ وَالجُفونُ غَمائِمُه

وَظَلّامَةٍ قَلَّدتُها حُكمَ مُهجَتي

وَمَن يُنصِفُ المَظلومَ وَالخَصمُ حاكِمُه

مَهاةٌ لَها مِن كُلِّ وَجدٍ مَصونُهُ

وَخَودٌ لَها مِن كُلِّ دَمعٍ كَرائِمُه

وَلَيلٍ كَفَرعَيها قَطَعتُ وَصاحِبي

رَقيقُ غِرارٍ مِخذَمُ الحَدِّ صارِمُه

تَغُذُّ بِيَ القَفرَ الفَضاءَ شِمِلَّةٌ

سَواءٌ عَلَيها نَجدُهُ وَتَهائِمُه

تُصاحِبُني آرامُهُ وَظِباؤُهُ

وَتُؤنِسُني أَصلالُهُ وَأَراقِمُه

وَأَيُّ بِلادِ اللَهِ لَم أَنتَقِل بِها

وَلا وَطِئَتها مِن بَعيري مَناسِمُه

وَنَحنُ أُناسٌ يَعلَمُ اللَهُ أَنَّنا

إِذا جَمَحَ الدَهرُ الغَشومُ شَكائِمُه

إِذا وُلِدَ المَولودُ مِنّا فَإِنَّما ال

أَسِنَّةُ وَالبيضُ الرِقاقُ تَمائِمُه

أَلا مُبلِغٌ عَنّي اِبنَ عَمّي أَلوكَةً

بَثَثتُ بِها بَعضَ الَّذي أَنا كاتِمُه

أَيا جافِياً ماكُنتُ أَخشى جَفاءَهُ

وَإِن كَثُرَت عُذّالُهُ وَلَوائِمُه

كَذَلِكَ حَظّي مِن زَماني وَأَهلِهِ

يُصارِمُني الخِلُّ الَّذي لا أُصارِمُه

وَإِن كُنتُ مُشتاقاً إِلَيكَ فَإِنَّهُ

لَيَشتاقُ صَبٌّ إِلفَهُ وَهوَ ظالِمُه

أَوَدُّكَ وُدّاً لا الزَمانُ يُبيدُهُ

وَلا النَأيُ يُفنيهِ وَلا الهَجرُ ثالِمُه

وَأَنتَ وَفِيٌّ لايُذَمُّ وَفاؤُهُ

وَأَنتَ كَريمٌ لَيسَ تُحصى مَكارِمُه

أُقيمُ بِهِ أَصلُ الفَخارِ وَفَرعُهُ

وَشُدَّ بِهِ رُكنُ العُلا وَدَعائِمُه

أَخو السَيفِ تُعديهِ نَداوَةُ كَفِّهِ

فَيَحمَرُّ حَدّاهُ وَيَخضَرُّ قائِمُه

أَعِندَكَ لي عُتبى فَأَحمِلَ مامَضى

وَأَبني رُواقَ الوُدِّ إِذ أَنتَ هادِمُه