إذا شئت أن تلقى أسودا قساورا

إِذا شِئتَ أَن تَلقى أُسوداً قَساوِرا

لِنُعماهُمُ الصَفوُ الَّذي لَن يُكَدَّرا

يُلاقيكَ مِنّا كُلُّ قَرمٍ سَمَيذَعٍ

يُطاعِنُ حَتّى يُحسَبَ الجَونُ أَشقَرا

بِدَولَةِ سَيفِ اللَهِ طُلنا عَلى الوَرى

وَفي عِزِّهِ صُلنا عَلى مَن تَجَبَّرا

حَمَلنا عَلى الأَعداءِ وَسطَ دِيارِهِم

بِضَربٍ يُرى مِن وَقعِهِ الجَوَّ أَغبَرا

فَسائِل كِلاباً يَومَ غَزوَةِ بالِسٍ

أَلَم يَترُكوا النُسوانَ في القاعِ حُسَّرا

وَسائِل نُمَيراً يَومَ سارَ إِلَيهِمُ

أَلَم يوقِنوا بِالمَوتِ لَمّا تَنَمَّرا

وَسائِل عُقَيلاً حينَ لاذَت بِتَدمُرٍ

أَلَم نُقرِها ضَرباً يُقَدُّ السَنَوَّرا

وَسائِل قُشَيراً حينَ جَفَّت حُلوقُها

أَلَم نَسقِها كَأساً مِنَ المَوتِ أَحمَرا

وَفي طَيِّئٍ لَمّا أَثارَت سُيوفُهُ

كُماتُهُمُ مَرأىً لِمَن كانَ مُبصِرا

وَكَلبٌ غَداةَ اِستَعصَموا بِحِبالِهِم

رَماهُم بِها شُعثاً شَوازِبَ ضُمَّرا

فَأَشبَعَ مِن أَبطالِهِم كُلَّ طائِرٍ

وَذِئبٍ غَدا يَطوي البَسيطَةَ أَعفَرا