ولي منة في رقاب الضباب

وَلي مِنَّةٌ في رِقابِ الضَبابِ

وَأُخرى تَخُصُّ بَني جَعفَرِ

عَشِيَّةَ رَوَّحنَ مِن عَرقَةٍ

وَأَصبَحنَ فَوضى عَلى شَيزَرِ

وَقَد طالَ ماوَرَدَت بِالجِباةِ

وَعاوَدَتِ الماءَ في تَدمُرِ

قَدَدنَ البَقيعَةَ قَدَّ الأَدي

مِ وَالغَربُ في شَبَهِ الأَشقَرِ

وَجاوَزنَ حِمصَ فَلَم يَنتَظِر

نَ عَلى مَورِدٍ أَو عَلى مَصدَرِ

وَبِالرَستَنِ اِستَلَبَت مَورِداً

كَوِردِ الحَمامَةِ أَو أَنزَرِ

وَجُزنَ المُروجَ وَقَرنَي حَماةَ

وَشَيزَرَ وَالفَجرُ لَم يُسفِرِ

وَغامَضَتِ الشَمسُ إِشراقَها

فَلَفَّت كَفَرطابَ بِالعَسكَرِ

تَلاقَت بِها عُصَبُ الدارِعي

نَ بِكُلِّ مَنيعِ الحِمى مُسعِرِ

عَلى كُلِّ سابِقَةٍ بِالرَديفِ

وَكُلِّ شَبيهٍ بِها مُجفَرِ

فَلَمّا اِعتَفَرنَ وَلَمّا عَرِقنَ

خَرَجنَ سِراعاً مِنَ العِثيَرِ

نُنَكِّبُ عَنهُنَّ فُرسانُهُنَّ

وَنَبدَأُ بِالأَخيَرِ الأَخيَرِ

فَلَمّا سَمِعتُ ضَجيجَ النِسا

ءِ نادَيتُ حارِ أَلا فَاِقصِرِ

أُحارِثُ مَن صافِحٌ غافِرٌ

لَهُنَّ إِذا أَنتَ لَم تَغفِرِ

رَأى اِبنُ عُلَيّانَ ما سَرَّهُ

فَقُلتُ رُوَيدَكَ لاتُسرَرِ

فَإِنّي أَقومُ بِحَقِّ الجِوا

رِ ثُمَّ أَعودُ إِلى العُنصُرِ