ألم ترني والعلج في السوق بيننا

ألم تَرَني والعلجَ في السُّوق بيننا

مناوشةٌ في بيعنا وتلاطمُ

رأى بكراتٍ بالياتٍ تساوَكتْ

بها ذهبتْ من دونهنَّ الدَّراهمُ

أسلتُ دماءَ العلج من أُمِّ رأسهِ

بمنحوتةٍ تستكُّ منها الخياشمُ

تعمَّد حلْقي من يدَيه بعصره

محلّجة تنهدُّ منها اللَّهازمُ

وشوَّصَني تشويصةً خلتُ أنَّها

ستأتي على نفسي فها أنا سالمُ

وفاتَ الحسامُ العضبُ رجعة طَرفه

وولَّيت عنه غارماً وهو غانمُ

ورحتُ إلى ظلٍّ ظليلٍ ومنظرٍ

أنيق وما يهواه لاهٍ وطاعمُ

وزيتيَّة صهباء أخرج كرمَها

لشاربها ن جنَّة الخلد آدمُ

وتاهتْ بألباب النَّدامَى خُشيبة

بها عند تحريك الحبالِ غماغمُ

إذا ظالمٌ أنحَى عليها بكفِّه

أماتَ وأحيَا من يغنِّيه ظالمُ

فبتُّ وندماني فريقان قاعدٌ

من السُّكر في عيني وآخرَ قائمُ

وأصبحتُ في يومٍ من الشَّرِّ كالحٍ

كأنِّي فيما كنتُ بالأمسِ حالمُ

تقولُ لي الصّبيانُ إنَّك راذِمٌ

ورغميَ فيما قيل إنَّك راذِمُ

فقلتُ لهم خلُّو الطريقَ فإنني

كريم نَماني الصَّالحون الأكارمُ

لئن كانت الوجعاء منِّي فربَّما

يخون الفتَى وجعاؤه وهوَ نائمُ

أما في خفوق الشَّرْب أن يحمل الأذَى

ويكرم عن نشر القبيحِ المُنادمُ

ويستأنف النّدمان أُنساً مجدَّدا

فيرفعُ مَعْ رفع النَّبيذِ الملاوِمُ