أذات اللثام الحم والشفة اللميا

أَذاتَ اللثامِ الحَمِّ وَالشَفَةِ اللَميا

بعادُكِ لي مَوتٌ وَقُربُكِ لي مَحيا

سكَنتِ فُؤاداً لَم يَزَل مِنكِ خافِقاً

وَصيَّرتِ حُلوَ العَيشِ يا مُنيتي شَريا

بِرُوحِي الَّتي زارَت بِليلٍ وَأَقبَلَت

تَجُرُّ عَلى آثارِها العُصبَ وَالوَشيا

هَداها سَناها نَحوَ طاوٍ ضُلوعَهُ

عَلى سَلوَةٍ ماتَت وَوَجد بِها حَيّا

تحلَّت بدُرٍّ فَوقَ لَبّاتِ نَحرِها

فَكانَ لِذاكَ الدُرِّ لَباتُها حليا

وَمَسَّت بِمِسواكٍ موشَّرَ ثَغرِها

فَذاقَت لَهُ مِسكاً وَمَجَّت بِهِ أَريا

وَأَلقَت بِهِ نَحوي لتُبرد غُلَّتي

بِرَشفِي لَهُ فازدادَ قَلبي بِهِ غَليا

مِن التُركِ ضاقَ العَينُ مِنها لِبُخلِها

وَلَيسَت مِن العِينِ الَّتي تُشبِهُ الظَبيا

سُمَيراءُ حاكى طائر السُمر قَدُّها

حَكاهُ وَلَكن أينَ أَردافُه الرَيّا

أَبى الدَمعُ إِلا نَشرَ حُبّي وَإِن غَدا

فُؤادي طَواه عَن جَميع الوَرى طَيّا