أرى شيم الناس الأذى وأشدهم

أَرى شِيَمَ الناسِ الأَذى وَأَشدُّهُم

أَذىً جاهِلٌ أَوليتَه مِنكَ إِحسانا

يجيئُكَ عيرٌ مِنهُم فَتسوسُهُ

إِلى أَن غَدا في الناسِ يُحسَبُ إِنسانا

فَيَبأى وَيُزهى زاهِداً فيكَ نابِزاً

لِحقِّك يُبدي عَنكَ في العلمِ غُنيانا

وَلَو أنَّه قَد فاقَ في الفَضلِ صحبَهُ

لَما كانَ إِلا العير طَرطرَ آذانا

وَمَن كانَ تلميذاً وَيَزعمُ أَنَّهُ

كَشيخٍ لَهُ فَالجهلُ أَولاه حِرمانا

لَدى الشَيخِ مِن علمٍ زَوايا غَريبةٌ

قَد اكسبَها مُذ عاشَ في العلم أَزمانا

عَجِبتُ لمثلي عِشتُ سَبعين حِجَّةً

أعاني لِسانَ العُربِ جَمعاً وَتِبيانا

فَما صحَّ عِندي غَيرُ أَني مُقصِّرٌ

وَقَد فاتَنا مِنه كثيرٌ وأَعيانا

فَكيفَ بمَن أَضحى سُكُردان صُحفِهِ

يقلِّبُ في ذا ثمَّ ذَلِكَ أَحيانا

يَرى أَنَّهُ قَد صارَ شَيئاً وَلم يَكُن

كَشَيءٍ وَلَكن جَرَّ للجَهلِ أَرسانا

وَأُمٌ وَلودٌ هَذه الأَرضُ لا يُرى

بِها مُدَّعٍ إِلا وَيُفضَحُ خُذلانا