أيا ناصر الدين الذي عم فضله

أَيا ناصرَ الدينِ الَّذي عَمَّ فَضلُهُ

وَقَد شَمَلَتنا بِالنَوالِ شَمائِلُه

تَبسَّمَ هَذا القطرُ إِذ أَنتَ حاضِرٌ

بِهِ وَجَرى سَلسالُه وَجداولُه

ففي كُلِّ رَوضٍ مِنهُ عَينٌ قَريرةٌ

وَفي كُلِّ زَهرٍ مِنهُ زَهرٌ تُشاكِلُه

يُنافِسُني فيك الزَمانُ حسادة

إِذا رُمتُ لُقياك اِستَمَرّت شَوغِلُه

وَلي زَمَنٌ لَم أُبصِرَ السيِّدَ الَّذي

إِذا لَم نَزُرهُ زارَنا مِنهُ نائِلُه

كَريمٌ قَصَدناهُ لِدَفعِ مُلِمَّةٍ

مِن الدَهرِ فانثالَت عَلَينا فَواضِلُه

فَمِن جودِهِ في كُلِّ جِيدٍ قَلائِدٌ

بِها يَزدَهي حُسناً عَلى مَن يُطاوِلُه

وَما الفَخرُ إِلا ما يروِّضُ فكرُهُ

وَلا الهَجرُ إِلا ما تَفِيضُ أَنامِلُه

وَجاورَ هَذا النِيلَ نَيلُ بنانِهِ

وَرامَ مُضاهاةً لِمَن لا يُماثِلُه

وَأَنّى يُضاهي واحدٌ عشرَ أَنمُلٍ

تُمَدُّ مِن البَحرِ الخِضَمِّ نَوافِلُه