قل للذي أهوى على هجره

قُل لِلَّذي أَهوى عَلى هَجره

لَم يخلُ قَلبي ساعةً مِن هَواك

قَد نُقِشَت في مُهجَتي صُورةٌ

صورةُ حُسنٍ مِنك لا مِن سِواك

فَإِن تُوافِق مُقلَتي مُهجَتي

في الرُؤيةِ اِستراحتا مِن نَواك

يا مالِكي ماذا التَنائي وَمَن

هَذا الَّذي عَن زَورَتي قَد لَواك

زَواكَ عَنّي شُغل شاغِلٌ

وَقَد تَفَطّنتُ لَما قَد زَواك

شُغِلتَ بِالظَبي الغريرِ الَّذي

جاوَرتَه فَحُسنُهُ قَد حَواك

أَضرمَ في قَلبِك نارَ الهَوى

عَينٌ لَهُ لخصاءُ أَبدَت جَواك

وَقَد سَرى مِن سُقمِ أَجفانِهِ

إِلَيكَ سُقمٌ عَزَّ مِنهُ دَواك

وَقَد كَوَت قَلبي نارُ الهَوى

مِنكَ فَذُق ناراً بِها قَد كَواك

يا دائمَ الهَجرِ أَلا عَلِّلَن

صَبّاً بِأن تَهدي إلَيهِ سِواك

عودَ أَراكٍ وَهوَ فَألٌ بأن

أَراكَ لي مواصلاً في هَواك

وَيا سُلُوَّ القَلبِ عَن حُبِّهِ

اذهَب فَقَلبي دَهرهُ ما نَواك

وَيا فُؤادي لا تني هائِماً

في حُبِّه حَتّى تُلاقي ثَواك

عُذِّبتَ بِالحُبِّ فَصارَ الهَوى

قُوتَك حَتّى لا تُبالي طَواك

وَقَد طَوَيتَ الحبَّ لَم يَدرِهِ

غَيرُ الَّذي في حُبِّهِ قَد طَواك

طُويتَ يا جسمي نُحولاً فَقَد

صِرتَ خَيالاً لا ترى من ضَواك

لا تَشتَكي الضَّعفَ فإِنِّي امرؤٌ

أدريكَ جلداً وشَديداً قُواك

وَيا حَديثي باسمِ حُبّي فَلا

كُنتَ وَلا كانَ الَّذي قَد رَواك