ما كنت أعلم قط أن جمالنا

ما كنتُ أَعلمُ قَطُّ أَنَّ جمالَنا

تَلِدُ الظِباءَ ثَقيلَةَ الأَردافِ

حَتّى رَأَيتُ ابنَ الهجينِ خَفيفه

ظَبياً تَهادى حاملَ الأَخفافِ

رَشَأ حَوى كُلَّ المحاسِنِ فَاغتَدى

يَختالُ في بُردِ الشَبابِ الضافي

كَالبَدرِ في ظَلمائِهِ وَالغُصنِ في

غُلوائِهِ وَالدُرِ في الأَصدافِ

متنَسِّمٌ عَن مِسكَةٍ مُتَبَسِّمٌ

عَن لُؤلُؤٍ بادي السَنا شَفافِ

ظبيٌ تولَّد مِن هَجينٍ عِبرَةٌ

بَشرٌ لَطيفٌ مِن مَحلٍّ جافِ

لا غروَ في متولِّدٍ مِن صنفِهِ

إِنَّ الغَريبَ تَخالُفُ الأَصنافِ

كَذَبَ الَّذي زَعَمَ الطَبيعةَ أَثَّرت

هَذي الطَبيعةُ قَد أَتَت بِمُنافِ

هِيَ قُدرةُ الخَلّاقِ يَفعَلُ ما يَشا

في خَلقِهِ بِتَوافُقٍ وَخلافِ

دَلَّت عَلى أَنَّ المكوِّنَ فاعِلٌ

بِالإِختيارِ وَواهِبُ الأَلطافِ