مصاب عرانا فادح وهو ممرضي

مُصابٌ عَرانا فادِحٌ وَهوَ مُمرضي

فَطَرفي طُوالَ اللَيلِ لَيسَ بِمُغمَضِ

وَدَمعيَ هَتّانٌ وَقَلبيَ خافِقٌ

كَئيبٌ وَشَوقي دائِمٌ لَيسَ يَنقضِي

حَنيناً لِمَن كانَت ذُكاءُ شبيهةً

لَها في الذَكا وَالنُورِ وَالمَنظَرِ الوَضي

وَقَد مُيِّزَت عَنها بِعَقل وَفِطنَةٍ

وَعلمٍ وَإِحسانٍ مَع الخلقِ الرَضي

فَتاةٌ كَأنَّ الحُسنَ كانَ يُحبُّها

يُطاوِعُها فيما تُحِبُّ وَتَرتَضي

فَجاءَت وَكُلُّ الحُسنِ مِلءُ رِدائها

وَأَترابُها جاءَت بِحُسنٍ مُبَغَّضِ

وَزادَت إِلى هَذا الجَمالِ فَضائِلاً

لِغَيرِ نُضارٍ مِثلُها لَم يُقَيَّضِ

مَعارفَ تُبديها لِتَعليمِ جاهِلٍ

عَوارفَ تُسديها بِأَحمرَ أَبيَضِ

فَأَحمرُها الدِينارُ نارٌ لِسائِلٍ

وَدِرهمُها الدرهامُ دُرٌّ لِقُبَّضِ

وَإِن أَعرَضَت عَنّا كَما شاءَ رَبُّنا

فَما القَلبُ عَنها طولَ دَهري بِمُعرِضِ

قَضَت عِندَما لاحَت ذُكاءُ وَأَشرَقَت

لَنا عِوَضاً أَقبِح بِها مِن مُعَوِّضِ

فَغودِرَ حُزنٌ في قُلوبٍ تَقَطَّعَت

وَفي أَعيُنٍ بِالدَمعِ وَالدَمِ فيَّضِ