وأهدى لي المحبوب الأترج محسنا

وَأَهدى ليَ المَحبوبُ الأترُجَّ مُحسنا

فَيا حُسنَهُ مَولىً بِهِ عزَّ عَبدُهُ

ثَمانيَ حَبّاتٍ غَرَسنَ مَحَبَّةً

وَهَيَّجنَ مِن وَجدٍ تَقادَمَ عَهدُهُ

تَجمَّعَ لي المثلانِ لوني وَلَونُها

كَما اِجتَمَعَ الضدّانِ قُربي وَبعدُهُ

وَلَكن حَوى راءً وَجيما حُروفُهُ

فَرَجَّيتُ أَن يَسخُو وَيَذهَبَ ضِدُّهُ

وَجاءَ كَما يُرجَى مِن الصَخر لينُهُ

وَمِن حَرِّ أَنفاسي وَقَلبي بَردُهُ

أُعَلِّلُ قَلبي بِالأَماني وَكَم صدٍ

رَأى الماءَ لَكن لَيسَ يُمكنُ وِردُهُ

فَحَسبيَ مِن وَصلٍ كَلامٌ وَنَظرَةٌ

وَذا غايَة الصَبِّ العَفيفِ وَقَصدُهُ

وَلَم أَرَ مِثلي كانَ أَكتَمَ لِلهَوى

صِيانَةُ حُبِّي إن يُدَنَّسَ بردُهُ