ولما أبى إلا جفاء معذبي

وَلَما أَبى إِلا جَفاءً مُعذِّبي

دَعوتُ لَهُ أَن يُبتَلى بِهِيامِ

وَكانَ دُعائي اللَهَ وَقتَ إِجابَةٍ

فَها هُوَ ذا في لَوعَةٍ وَغَرامِ

يَذوقُ مِن الهِجرانِ ما قَد أَذاقَني

وَيَسقَمُ مِنهُ الجسمُ مِثلَ سَقامي

وَكانَ بَخيلاً بِالوِصالِ فَحُبُّهُ

غَدا باخِلاً حَتّى بِطَيفِ مَنامِ

وَعُلِّقتهُ رِيماً وَعُلِّقَ آخَرا

هَوى آخَراً يَهذِي بِبَدرِ تمامِ

وَعلّقَ أُخرى حَبَّها آخَرٌ هَوى

أُخيرى غَدَت تَهذِي بآخرَ رامِ

فَيا لَكَ مِن حُبٍّ تَسَلسَلَ كُلُّنا

حَليفُ أَسىً هامِي المَدامِعِ دامِ

أَقَمنا بِكَهفِ الحُبِّ عِدَّةُ صُحبَةٍ

وَأَوَّلُنا بِالبابِ شَرُ مُقامِ

تصَعّدُ أَنفاسُ المُحبين في الهَوى

إِلَيهِ فَيَبقى في أَليمِ أوامِ

فَيا لَيتَ أَنّا قَد جُمِعنا فَنَشتَكي

اليمَ الهَوى أَو نَشتَفي بِكَلامِ

كَفانا وِصالاً أَن يُكَلِّمَ بَعضُنا

لِبَعضٍ وَلَو كَلما برجعِ سَلامِ