يؤمل المرء آمالا ويقطعها

يُؤملُ المَرءُ آمالاً وَيَقطَعُها

أَمرٌ يُفّرق بَينَ النَفسِ وَالنَفسِ

فَكُن مَعَ القَدَرِ المَحتوم وَارضَ بِهِ

تَريح نَفسَك مِن فكرٍ وَمِن هَوَسٍ

وَفي ابن سَهلٍ وَأَمثالٍ لَهُ عِبَرٌ

يَغنى بِها العَقلُ عَن حِرصٍ وَعَن حَرَسِ

كانَ اِقتَنى كتباً في العِلمِ نادِرَةً

كَيما يَخُصّ بِها ناساً بِأَندَلُسِ

فَعاقَهُ قَدرٌ عَما يُؤمّلُهُ

وَحَلَّ رَمساً بعيدَ الأَهلِ وَالأنسِ

أَنيسُهُ فيهِ قُرآنٌ يَردّدُه

وَحجةٌ وَاعتمارٌ مِنهُ في الخَلَسِ

وَما رَأَينا لَهُ في الناسِ مُشبهَه

أَتقى وَأَبعَد مِن ذامٍ وَمِن دَنَسٍ

وَكَم لَهُ صدقاتٍ بِالحِجازِ وَفي

مِصرٍ وَفي الشامِ تُسديها لملتَمسِ

سَرى وَفي طيبة إِذ أَهلُها غَرِقوا

أَعطى وَأجزلَ في النعمى لِمُبتَئِسِ

صَوّامُ هاجرةٍ قوّامُ داجِيَةٍ

تَلاءُ آيٍ مِن القُرآنِ في الغَلَسِ

يا رَوضَةً لابنِ سَهلٍ حَلَّها رجل

ما أَن رَأَينا لَهُ شِبهاً مِن الأنسِ