يا ويح روحي لكم عاصيت عذالا

يا ويحَ روحي لَكم عاصيتُ عُذّالا

حَتّى جَرَرتُ إِلى الآثامِ أَذيالا

أَيامَ أَصبُو إلى هَصرِ القُدودِ وَتَف

ريكِ النُهودِ وَنَضوِ الرَود مِفضالا

وَالدَهرُ في غَفلاتٍ مِن تَواصُلِنا

قَد غَضَّ طَرفاً وَلَم يَجعَل لَنا بالا

أَوقاتُنا ذَهبيّاتٌ نُسَرُّ بِها

كَأَنَّما أَنشأَت في الدَهرِ أُصّالا

وَبي مِن التُركِ مَن لَو كُنتُ أَذكُرُه

لأَصبَحَ الدَهرُ مِن ذِكراهُ مُختالا

تَظَلُّ شَمسُ الضُحى خجلى إِذا بصرت

بِهِ وَيَسجُدُ بَدرُ الأُفقِ إِجلالا

للحسنِ جِنسٌ وَنَوعٌ كانَ قَد حُصِرا

في شَخصِهِ إِذ لَهُ لَم تُلفِ أَمثالا

يديرُ لَخصاءَ فيها سكرُ من رَمَقت

كَأنَّ في اللَحظِ نَبّاذاً وَنَبالا

وَيَنثَني خُوطَ بانٍ فَوقَ حِقف نَقاً

كَأنّ في الخَصر أَرماحاً وَأَرمالا

قَد كانَ هَذا وريعانُ الشَبابِ لَنا

غضٌّ وَطَرفُ الصِبا في حَلبةٍ جالا

وَالآن أَحدثَ شَيبي فيَّ ضَعفَ قِوىً

وَأَورَثَ القَلبَ أَوجاعاً وَأَوجالا

وَصارَمَتنِي وَصارَمتُ الغَوانيَ لا

يَجفلن بي كُلَها في ودِّهِ حالا

وَتُبتُ لِلّهِ أَرجُو مِنهُ مَغفِرَةً

وَرَحمَةً تُوسِعُ المِسكين أَفضالا

فَالحَمدُ لِلّهِ إِذ لَم يَأتِني أَجَلي

حَتّى اِكتَسَيتُ مِن الطاعاتِ سِربالا