أما ترى عود السماء نضرا

أَما تَرى عودَ السَماءِ نَضرا

تَرى لَهُ طَلاقَةً وَبِشرا

أَتَتهُ أَلطافُ السَحابِ تَترى

وَساقَتِ الجَنوبُ غَيماً بِكرا

تَبسُطُ في الصَحراءِ بُسطاً خُضرا

وَتَمنَحُ الرَوضَةَ زُهراً صُفرا

وَنَرجِساً مِثلَ العُيونِ زَهرا

وَأُقحُواناً كَالثُغورِ غُرّا

كَأَنَّما يَصوغُ فيها تِبرا

كَأَنَّما يَدوفُ فيها عِطرا

كَأَنَّما يَنثُرُ فيها دُرّا

فَأَعمِلِ الكاساتِ شُمطاً شَقرا

كَالماءِ لَوناً وَالعَبيرُ نَشرا

ثُمَّ مُرِ الزيرِ يُناغي الزَمرا

وَالعَيشُ أَن تَسُرَّ أَو تُسَرّا

لا تُفسِدَنَّ بِالغَرامِ العُمرا