على الرغم من أنف المكارم والعلا

عَلى الرُغمِ مِن أَنفِ المَكارِمِ وَالعُلا

غَدَت دارُهُ قَفراً وَمَغناهُ بَلقَعا

أَلَم تَرَ أَنَّ البَأسَ أَصبَحَ بَعدَهُ

أَشَلَّ وَأَنَّ الجودَ أَصبَحَ أَجدَعا

فَمُرّا عَلى قَبرِ المُسَوَّدِ وَاِنظُرا

إِلى المَجدِ وَالعَلياءِ كَيفَ تَخَشَّعا

فَإِن يَكُ واراهُ التُرابُ فَكَبِّرا

عَلى الجودِ وَالمَعروفِ وَالفَضلِ أَربَعا

وَلا تَسأَما نَوحاً عَلَيهِ مُكَرَّراً

وَنوحاً لِفَقدِ العارِفاتِ مُرَجَّعا

فَما كانَ قَيسٌ هَلكُهُ هَلكٌ واحِدٌ

وَلَكِنَّهُ بُنيانُ قَومٍ تَضَعضَعا

وَلا تَحسَبا أَنّي أُواريهِ وَحدَهُ

وَلَكِنَّني وارَيتُهُ وَالنَدى مَعا