لبس الماء والهواء صفاء

لَبِسَ الماءُ وَالهَواءُ صَفاءَ

وَاِكتَسى الرَوضُ بَهجَةً وَبَهاءَ

فَكَأَنَّ النِهاءَ صِرنَ رِياضاً

وَكَأَنَّ الرِياضَ عُدنَ نِهاءَ

وَكَأَنَّ الهَواءَ صارَ رَحيقاً

وَكَأَنَّ الرَحيقَ صارَ هَواءَ

وَتَخالُ السَماءَ بِاللَيلِ أَرضاً

وَتَرى الأَرضَ بِالنَهارِ سَماءَ

جَلَّلَتها الأَنواءُ زَهراً وَصُفراً

يَومَ ظَلَّت تُنادِمُ الأَنواءَ

فَتَراها ما بَينَ نَوءٍ وَنَورٍ

تَتَكافا تَبَسُّماً وَبُكاءَ

وَتَظَلُّ الأَشجارُ تَتَّخِذُ الحُسنَ

قَميصاً أَوِ الجَمالَ رِداءَ

لَبِسَت حينَ أَثمَرَت خُلُداتٍ

وَإِكتَسَت حينَ أَورَقَت سيراءَ

وَتَرى السَروَ كَالمَنابِرَ تَزهى

وَتَرى الطَيرَ فَوقَها خُطَباءَ