لعمري لأهل الشام أطعن بالقنا

لعَمري لأهلُ الشام أطعنُ بالقَنا

وأحمى لما تُخشى عليه الفَضائح

هم المُقدِمونَ الخيلَ تدمى نحورُها

إذا ابيضَ من هولِ اللقاء المسائح

فَرَرنا عجالاً عن بنينا وأهلِنا

وأزواجنا إذ عارضتنا الصفائح

جبنّا وما مِن مورد الموت مَهربٌ

ألا قبَحت تلك النفوس الشحائح

تركناهُم صحنَ العراقِ وناقلت

بنا الأعوجيات الطول الشرامح

فقل للحواريات يبكينَ غيرنا

ولا تبكنا إلّا الكلابَ النوابح

بكينَ إلينا خشيةً أن تُبيحَها

رماحُ النصارى والسيوف الجوارح

بكين لكيما يمنعوهُنَّ منهم

وتأبى قلوبٌ أضمرتها الجوانِح

وناديتنا أين الفرارُ وكُنتُم

تغارون أن تبدو البرى والوشائح

أأسلمتمونا للعدّو على القنا

إذا انتُزعت منها القرونُ النواطح

فما غار منكم غائرٌ لحليلةٍ

ولا غربٌ عزّت عليه المناكح