أبحت حريم الكأس إذ كنت مثريا

أَبَحتُ حَريمَ الكَأسِ إِذ كُنتُ مُثرِياً

وَأَقصَرتُ عَنها بَعدَما صِرتُ مُعسِرا

وَلَو أَنَّ مالي يَستَقِلَّ بِلَذَّتي

لَأَنسَيتُ أَهلَ اللَهوِ كِسرى وَقَيصَرا

وَثِقتُ بِعَفوِ اللَهِ عَن كُلِّ مُسلِمٍ

فَلَستُ عَنِ الصَهباءِ ما عِشتُ مُقصِرا

وَأَحوَرَ مَخلوعِ الزِمامِ تَخالُهُ

قَضيباً مِنَ الريحانِ يَهتَزُّ أَخضَرا

مَريضِ جُفونِ المُقلَتَينِ مُزَنَّرٍ

لَهُ شَفَةٌ مِن مَصِّها مَصَّ سُكَّرا

فَلَو أَنَّهُ يَقظانُ أَو في مَنامِهِ

يَجودُ لِأَعمى بِالوَلاءِ لَأَبصَرا

يَخُرُّ لِصِرفِ الكَأسِ في السُكرِ ساجِداً

وَإِن مُزِجَت صَلّى عَلَيها وَكَيَّرا

أَدارَ عَلَينا بِالتَحِيَّةِ كَأسَهُ

وَسَربَلَها لَوناً مِنَ الراحِ أَحمَرا

فَقُلتُ لَهُ وَالكَأسُ تُزهى بِكَفِّهِ

وَقَد رَعَفَ الإِبريقُ فيها وَقَرقَرا

بِرَبِّكَ خَمراً أَم نَقيعاً سَقَيتَني

فَقالَ مِنَ التَكريهِ ماءً مُزَعفَرا

فَقُلتُ لَهُ هَب لي مِنَ النَومِ رَقدَةً

فَسَوفَ نُغاديها إِذا الصُبحُ أَسفَرا