أربع البلى إن الخشوع لباد

أَرَبعَ البَلى إِنَّ الخُشوعَ لَبادِ

عَليكَ وَإِنّي لَم أَخُنكَ وِدادي

فَمَعذِرَةً مِنّي إِلَيكَ بِأَن تَرى

رَهينَةَ أَرواحٍ وَصَوبِ غَوادي

وَلا أَدرَأُ الضَرّاءَ عَنكَ بِحيلَةٍ

فَما أَنا مِنها قائِلٌ لِسُعادِ

وَإِن كُنتُ مَهجورَ الفِنا فَبِما رَمَت

يَدُ الدَهرِ عَن قَوسِ المَنونِ فُؤادي

وَإِن كُنتَ قَد بَدَّلتَ بُؤسي بِنِعمَةٍ

فَقَد بُدِّلَت عَيني قَذىً بِرُقادي

سَأَرحَلُ مِن قودِ المَهاري شِمِلَّةً

مُسَخَّرَةً ما تُستَحَثُّ بِحادي

مِنَ الريحِ ماقامَت وَإِن هِيَ أَعصَفَت

نُهوزٌ بِرَأسٍ كَالعَلاةِ وَهادي

فَكَم حَطَّمَت مِن جَندَلٍ بِمَفازَةٍ

وَخاضَت كَتَيّارِ الفُراتِ بِوادِ

وَما ذاكَ في جَنبِ الأَميرِ وَزَورِهِ

لِيَعدِلَ مِن عَنسي مَدَبَّ قُرادِ

رَأَيتُ لِفَضلٍ في السَماحَةِ هِمَّةً

أَطالَت لَعَمري غَيظَ كُلَّ جَوادِ

فَتىً لا تَلوكُ الخَمرُ شَحمَةَ مالِهِ

وَلَكِن أَيادٍ عُوَّدٌ وَبَوادِ

تَرى الناسَ أَفواجاً إِلى بابِ دارِهِ

كَأَنَّهُمُ رَجلاً دَباً وَجَرادِ

فَيومٌ لِإِلحاقِ اَلفَقيرِ بِذي الغِنى

وَيومُ رِقابٍ بوكِرَت لِحَصادِ

أَظَلَّت عَطاياهُ نِزاراً وَأَشرَفَت

عَلى حِميَرٍ في دارِها وَمُرادِ

وَكُنّا إِذا ما الحائِنُ الجَدِّ غَرَّهُ

سَنى بَرقِ غاوٍ أَو ضَجيجُ رِعادِ

تَرَدّى لَهُ الفَضلُ اِبنَ يَحيى اِبنِ خالِدٍ

بِماضي الظُبى يَزهاهُ طولُ نِجادِ

أَمامَ خَميسٍ أُرجُوانٍ كَأَنَّهُ

قَميصٌ مَحوكٌ مِن قَناً وَجِيادِ

فَما هُوَ إِلّا الدَهرُ يَأتي بِصَرفِهِ

عَلى كُلِّ مَن يَشقى بِهِ وَيُعادي

سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا مافُقِدتُمُ

بَني بَرمَكٍ مِن رائِحينَ وَغادِ

بِفَضلِ بنِ يَحيى أَشرَقَت سُبُلُ الهُدى

وَأَمَّنَ رَبّي خَوفَ كُلِّ بِلادِ

فَدونَكَها يا فَضلُ مِنّي كَريمَةً

ثَنَت لَكَ عَطفاً بَعدَ عِزِّ قِيادِ

خَليلِيَّةٌ في وَزنِها قُطرُبِيَّةٌ

نَظائِرُها عِندَ المُلوكِ عَتادي

وَما ضَرَّها أَن لا تُعَدَّ لِجَروَلٍ

وَلا المُزَني كَعبٍ وَلا لِزِيادِ