ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر

أَلا فَاسقِني خَمراً وَقُل لي هِيَ الخَمرُ

وَلا تَسقِني سِرّاً إِذا أَمكَنَ الجَهرُ

فَما العَيشُ إِلّا سَكرَةٌ بَعدَ سَكرَةٍ

فَإِن طالَ هَذا عِندَهُ قَصُرَ الدَهرُ

وَما الغَبنُ إِلّا أَن تَرانِيَ صاحِياً

وَما الغُنمُ إِلّا أَن يُتَعتِعُني السُكرُ

فَبِح بِاسمِ مَن تَهوى وَدَعني مِنَ الكِنى

فَلا خَيرَ في اللَذّاتِ مِن دونِها سِترُ

وَلا خَيرَ في فَتكٍ بِدونِ مُجانَةٍ

وَلا في مَجونٍ لَيسَ يَتبَعُهُ كُفرُ

بِكُلِّ أَخي فَتكٍ كَأَنَّ جَبينَهُ

هِلالٌ وَقَد حَفَّت بِهِ الأَنجُمُ الزُهرُ

وَخَمّارَةٍ نَبَّهتُها بَعدَ هَجعَةٍ

وَقَد غابَتِ الجَوزاءُ وَارتَفَعَ النِسرُ

فَقالَت مَنِ الطُرّاقِ قُلنا عِصابَةً

خِفافُ الأَداوي يُبتَغى لَهُمُ خَمرُ

وَلابُدَّ أَن يَزنوا فَقالَت أَوِ الفِدا

بِأَبلَجَ كَالدينارِ في طَرفِهِ فَترُ

فَقُلنا لَها هاتيهِ ما إِن لِمِثلِنا

فَدَيناكَ بِالأَهلينَ عَن مِثلِ ذا صَبرُ

فَجاءَت بِهِ كَالبَدرِ لَيلَةَ تِمِّهِ

تَخالُ بِهِ سِحراً وَلَيسَ بِهِ سِحرُ

فَقُمنا إِلَيهِ واحِداً بَعدَ واحِدٍ

فَكانَ بِهِ مِن صَومِ غُربَتِنا الفِطرُ

فَبِتنا يَرانا اللَهُ شَرَّ عِصابَةٍ

نُجَرِّرُ أَذيالَ الفُسوقِ وَلا فَخرُ