راح الشقي على الربوع يهيم

راحَ الشَقِيُّ عَلى الرُبوعِ يَهيمُ

وَالراحُ في راحي وَرُحتُ أَهيمُ

بِمُزَمزِمينَ غَدَوا بِسُدفَةِ لَيلَةٍ

وَاللَيلُ مُلتَبِسُ الظَلامِ يَهيمُ

مُتَوَقِّرينَ كَلامُهُم ما بَينَهُم

وَمُزَمزِمينَ خَفائُهُم مَفهومُ

نادَمتُهُم أَرتاضُ في آدابِهِم

فَالفُرسُ عادي سُكرِهِم مَحسومُ

وَلِفارِسِ الأَحرارِ أَنفَسُ أَنفُسٍ

وَفَخارُهُم في عِشرَةٍ مَعدومُ

قالوا الصَبوحُ فَقُلتُ أَكرَمُ مَشهَدٍ

طابَت وَطابَ لَها أَخٌ وَحَميمُ

في رَوضَةٍ لَعِبَ النَعيمُ بِحورِها

فَلَهُنَّ في خَلَلِ الدِيارِ رُسومُ

فَعَنِ اليَمينِ جَداوِلٌ مَنسوقَةٌ

وَعَنِ الشِمالِ حَدائِقٌ وَكُرومُ

وَإِذا أُنادِمُ عُصبَةً عَرَبِيَّةً

بَدَرَت إِلى ذِكرِ الفَخارِ تَميمُ

وَعَدَت إِلى قَيسٍ وَعَدَّت قَوسَها

سُبِيَت تَميمُ وَجَمعُهُم مَهزومُ

وَبَنو الأَعاجِمِ لا أُحاذِرُ مِنهُمُ

شَرّاً فَمَنطِقُ شُربِهِم مَذمومُ

لا يَبذَخونَ عَلى النَديمِ إِذا اِنتَشَوا

وَلَهُم إِذا العَرَبُ اِعتَدَت تَسليمُ

وَجَميعُهُم لِيَ حينَ أَقعُدُ بَينَهُم

بِتَذَلُّلٍ وَتَهَيُّبٍ مَوسومُ