رضيت لنفسك سوآتها

رَضيتَ لِنَفسِكَ سَوآتِها

وَلَم تَألُ جُهداً لِمَرضاتِها

وَحَسَّنتَ أَقبَحَ أَعمالِها

وَصَغَّرتَ أَكبَرَ زَلّاتِها

وَكَم مِن طَريقٍ لِأَهلِ الصِبا

سَلَكتَ سَبيلَ غِواياتِها

فَأَيُّ دَواعي الهَوى عِفتَها

وَلَم تَجرِ في طُرقِ لَذّاتِها

وَأَيِّ المَحارِمِ لَم تَنتَهِك

وَأَيِّ الفَضائِحِ لَم تَأتِها

وَهَذي القِيامَةُ قَد أَشرَفَت

تُريكَ مَخاوِفَ فَزعاتِها

وَقَد أَقبَلَت بِمَواعيدِها

وَأَهوالِها فَاِرعَ لَوعاتِها

وَإِنّي لَفي بَعضِ أَشراطِها

وَآياتِها وَعَلاماتِها

تَبارَكَ رَبٌّ دَحا أَرضَهُ

وَأَحكَمَ تَقديرَ أَقواتِها

وَصَيَّرَها مِحنَةً لِلوَرى

تَغُرُّ الغَوِيَّ بِغَزواتِها

فَما نَرعَوي لِأَعاجيبِها

وَلا لِتَصَرُّفِ حالاتِها

نُنافِسُ فيها وَأَيّامُها

تَرَدَّدُ فينا بِآفاتِها

أَما يَتَفَكَّرُ أَحيائُها

فَيَعتَبِرونَ بِأَمواتِها