طاب الزمان وأورق الأشجار

طابَ الزَمانُ وَأَورَقَ الأَشجارُ

وَمَضى الشِتاءُ وَقَد أَتى آذارُ

وَكَسا الرَبيعُ الأَرضَ مِن أَنوارِهِ

وَشياً تَحارُ لِحُسنِهِ الأَبصارُ

فَاِنفِ الوِقارَ عَنِ المُجونِ بِقَهوَةٍ

حَمراءَ خالَطَ لَونَها إِقمارُ

فَاِستَنصِفِ الأَقدارَ مِن أَحداثِها

فَلَطالَما لَعِبَت بِكَ الأَقدارُ

مِن كَفِّ ذي غَنَجٍ كَأَنَّ جَبينَهُ

قَمَرٌ وَسائِرُ وَجهِهِ دينارُ

يُزهى بِعَينَي شادِنٍ وَجَبينُهُ

وَالخَصرُ فيهِ لِشِقوَتي زُنّارُ

يَسقيكَ كَأساً مِن عَصيرِ جُفونِهِ

وَتَدورُ أُخرى مِن يَدَيهِ عُقارُ

شَمطاءُ تَأبى أَن يَدوسَ أَديمَها

أَيدي الرِجالِ وَما بِها اِستِنكارُ

كَرخِيَّةٌ كَالروحِ دَبَّ بِشَربِها

حِلمٌ يُداخِلُهُ حَياً وَوِقارُ

في فِتيَةٍ فَطَموا الحَيا فَلِباسُهُم

حِلمٌ وَليسَ لِجَهلِهِم آثارُ