قد أغتدي والليل في إهابه

قَد أَغتَدي وَاللَيلُ في إِهابِهِ

أَدعَجُ ما جُرِّدَ مِن خِضابِهِ

مُدَثَّرٌ لَم يَبدُ مِن حِجابِهِ

كَالحَبَشِيّ انسَلَّ مِن ثِيابِهِ

بِهَيكَلٍ قوبِلَ في أَنسابِهِ

مُرَدَّدُ الأَعوَجِ في أَصلابِهِ

يَهديهِ مِثلُ العَقوِ في انتِصابِهِ

وَكاهِلٍ وَعُنُقٍ يَأبى بِهِ

يُصافِحُ اللَدانَ مِن أَضرابِهِ

بِوَقِحٍ يَقيهِ في انسِيابِهِ

نَشا المَطاريدَ وَحَدَّ نابِهِ

حَتّى إِذا الصُبحُ بَدا مِن بابِهِ

وَكَشَّرَت أَشداقُهُ عَن نابِهِ

عَنَّ لَنا كَالرَألِ لا نَرى بِهِ

ذو حُوَّةٍ أُفرِدَ عَن أَصحابِهِ

يَفري مَتانَ الأَرضِ مَع سِهابِهِ

أَطاعَهُ الحوذانُ في إِسرابِهِ

فَقَد رَماهُ النَحضُ في أَقرابِهِ

وَالطَرفُ قَد زُمِّلَ في ثِيابِهِ

قائِدُهُ مِن أَرَنٍ يَشقى بِهِ

قُلنا لَهُ عَرَّهِ مِن أَسلابِهِ

فَلاحَ كَالحاجِبِ مِن سَحابِهِ

أَو كَالصَنيعِ استُلَّ مِن قِرابِهِ

فَسَدَّدَ الطَرقَ وَما هاها بِهِ

فَاِنصاعَ كَالأَجدَلِ في اِنصِبابِهِ

أَو كَالحَريقِ في هَشيمِ غابِهِ

مُلتَهِباً يَستَنُّ في التِهابِهِ

كَأَنَّما البَيداءُ مِن نِهابِهِ

فَحازَهُ بِالرُمحِ في أَعجابِهِ

شَكُّ الفَتاةِ الدُرُّ في أَحزابِهِ