كيف النزوع عن الصبا والكاس

كَيفَ النُزوعُ عَنِ الصِبا وَالكاسِ

قِس ذا لَنا يا عاذِلي بِقِياسِ

وَإِذا عَدَدتُ سِنِيَّ كَم هِيَ لَم أَجِد

لِلشَيبِ عُذراً في النُزولِ بِراسي

قالوا شَمِطتَ فَقُلتُ ما شَمِطَت يَدي

عَن أَن تَحُثَّ إِلى فَمي بِالكاسِ

صَفراءُ زانَ رُوائَها مَخبورُها

فَلَها المُهَذَّبُ مِن ثَناءِ الحاسي

وَكَأَنَّ شارِبَها لِفَرطِ شُعاعِها

بِاللَيلِ يَكرَعُ في سَنا مِقباسِ

وَأَلَذَّ مِن إِنعامِ خُلَّةِ عاشِقٍ

نالَتهُ بَعدَ تَصَعُّبٍ وَشِماسِ

فَالراحُ طَيِّبَةٌ وَلَيسَ تَمامُها

إِلّا بِطيبِ خَلائِقِ الجُلّاسِ

فَإِذا نَزَعتُ عَنِ الغَوايَةِ فَليَكُن

لِلَّهِ ذاكَ النَزعُ لا لِلناسِ

وَإِذا أَرَدتَ مَديحَ قَومٍ لَم تَمِن

في مَدحِهِم فَاِمدَح بَني العَبّاسِ