لما جفاني الحبيب وامتنعت

لَمّا جَفاني الحَبيبُ وَاِمتَنَعَت

عَنّي الرِسالاتُ مِنهُ وَالخَبَرُ

اِشتَدَّ شَوقي فَكادَ يَقتُلُني

ذِكرُ حَبيبي وَالهَمُّ وَالفِكَرُ

دَعَوتُ إِبليسَ ثُمَّ قُلتُ لَهُ

في خَلوَةٍ وَالدُموعُ تَنهَمِرُ

أَما تَرى كَيفَ قَد بُليتَ وَقَد

أَقرَحَ جَفني البُكاءُ وَالسَهَرُ

إِن أَنتَ لَم تُلقِ لي المَوَدَّةَ في

صَدرِ حَبيبي وَأَنتَ مُقتَدِرُ

لا قُلتُ شِعراً وَلا سَمِعتُ غِناً

وَلا جَرى في مَفاصِلي السَكَرُ

وَلا أَزالُ القُرآنَ أَدرُسُهُ

أَروحُ في دَرسِهِ وَأَبتَكِرُ

وَأَلزَمُ الصَومَ وَالصَلاةَ وَلا

أَزالُ دَهري بِالخَيرِ آتَمِرُ

فَما مَضَت بَعدَ ذاكَ ثالِثَةٌ

حَتّى أَتاني الحَبيبُ يَعتَذِرُ