مضى أيلول وارتفع الحرور

مَضى أَيلولُ وَاِرتَفَعَ الحَرورُ

وَأَخبَت نارَها الشِعرى العَبورُ

فَقوما فَاِلقَحا خَمراً بِماءٍ

فَإِنَّ نِتاجَ بَينِهِما السُرورُ

نِتاجٌ لا تَدُرُّ عَلَيهِ أُمٌّ

بِحَملٍ لا تُعَدُّ لَهُ الشُهورُ

إِذا الطاساتُ كَرَّتها عَلَينا

تَكَوَّنَ بَينَنا فَلَكٌ يَدورُ

تَسيرُ نُجومُهُ عَجَلاً وَرَيثاً

مُشَرِّقَةً وَتاراتٍ تَغورُ

إِذا لَم يُجرِهِنَّ القُطبُ مِتنا

وَفي دَوراتِهِنَّ لَنا نُشورُ

رَأَيتُ الفَضلَ يَأتي كُلَّ فَضلٍ

فَقَلَّ لَهُ المُشاكِلُ وَالنَظيرُ

وَما اِستَغلى أَبو العَبّاسِ مَدحاً

وَلَم يَكثُر عَلَيهِ لَهُ كَثيرُ

وَلَم تَكُ نَفسُهُ نَفسَينِ فيهِ

لِيَفصِلَ بَينَ رَأيَيهِ مُشيرُ

تَقَبَّلتُ الرَبيعَ نَدىً وَبَأساً

وَحَزماً حينَ تَحزِبُني الأُمورُ