وعود كرمة كرخ

وَعودُ كَرمَةِ كَرخٍ

زَوَّجتُها ماءَ وادِ

فَلَم يَزَل يَعتَليها

بِمُسقِياتِ الغَوادي

حَتّى اِستَهَلَّت بِسودٍ

مُسَهَّداتٍ جِعادِ

فَمُهِّدَت في دِنانٍ

سَقياً لَها مِن مِهادِ

حَتّى إِذا مَرَّ دَهرٌ

لَها أَتاها عِبادي

وَقَد تَناهَت وَصارَت

كَمِثلِ قَبسِ الزِنادِ

فَجائَها مُستَعِدّاً

كَالحارِثِ اِبنِ عِبادِ

قَد لَفَّفَ الكُمَّ مِنهُ

كَنازِعٍ لِلقَتادِ

فَسَلَّ مِنها بَزالاً

فَسالَ مِثلُ الفَصادِ

إِلى قَنانٍ تِلالاً

مُدَملَجاتِ القِلادِ

فَأَذهَلَتني عَقلي

وَاِستَأثَرَت بِفُؤادي

وَاِختَرتُ إِخوَةَ صِدقٍ

مِن خَيرِ هاذي العِبادِ

شَريفٌ اِبنُ شَريفٍ

جَوادٌ اِبنُ جَوادِ

فَقُلتُ لَذّوا بِنَفسي

أَفديكُمُ وَفُؤادي

وَاِلهوا نَهاراً وَلَيلاً

إِلى نِداءِ المُنادي

وَنَفِّروا اللَيلَ عَنكُم

بِلَذَّةٍ وَسُهادِ

وَناقِلوا الكَأسَ ظَبياً

ما يَرتَعي في البَوادي

لَكِن بِديوانِ يَحيى

بِفيهِ لَطخُ مِدادِ

تَخالُهُ ذا رُقادٍ

وَما بِهِ مِن رُقادِ

ما زالَ يَسقي وَيُسقى

حَتّى اِنثَنى لِلمُرادِ

وَاِنسابَ نَحوي يُغَنّي

مُطَرِّباً وَيُنادي

سُقيتَ صَوبَ الغَوادي

يا مَنزِلاً لِسُعادِ