ومشتعل الخدين يسحر طرفه

وَمُشتَعِلِ الخَدَّينِ يَسحَرُ طَرفُهُ

لَهُ سِمَةٌ يَحكي بِها سِمَةَ البَدرِ

إِذا ما مَشى يَهتَزُّ مِن دونِ نَحرِهِ

وَأَعطافِهِ مِنهُ إِلى مُنتَهى الخَصرِ

وَلَيسَت خُطاهُ حينَ يُزهى بِرِدفِهِ

إِذا ما مَشى في الأَرضِ أَكثَرَ مِن فِترِ

دَعَوتُ لَهُ بِاللَيلِ صاحِبَ حانَةٍ

بِمُنتَقَصِ الأَطرافِ مُنخَسِفِ الظَهرِ

فَجاءَ بِهِ في اللَيلِ سَحباً كَأَنَّما

يَجُرُّ قَتيلاً أَو نَشيراً مِنَ القَبرِ

فَقَرَّبَ مِن نَحوِ الأَباريقِ خَدَّهُ

وَقَهقَهَ مَسروراً مِنَ القَرقَفِ الخَمرِ

فَصَبَّ فَأَبدَت ثُمَّ شُجَّت فَكُتِّبَت

ثَمانٍ مِنَ الواواتِ يَضحَكنَ في سَطرِ

فَقُلتُ لَها يا خَمرُ كَم لَكِ حِجَّةً

فَقالَت سَكَنتُ الدُنَّ رَدحاً مِنَ الدَهرِ

فَقُلتُ لَها كِسرى حَواكِ فَعَبَّسَت

وَقالَت لَقَد قَصَّرتَ في قِلَّةِ الصَبرِ

سَمِعتُ بِذي القَرنَينِ قَبلَ خُروجِهِ

وَأَدرَكتُ موسى قَبلَ صاحِبِهِ الخِضرِ

وَلَو أَنَّني خُلِّدتُ فيهِ سَكَنتُهُ

إِلى أَن يُنادي هاتِفُ اللَهِ بِالحَشرِ

فَبِتنا عَلى خَيرِ العُقارِ عَوابِساً

وَإِبليسُ يَحدونا بِأَلوِيَةِ السِكرِ