وملحة في العذل ذات نصيحة

وَمُلِحَّةٍ في العَذلِ ذاتِ نَصيحَةٍ

تَرجو إِنابَةَ ذي مُجونٍ مارِقِ

بَكَرَت تُبَصِّرُني الرَشادِ وَشيمَتي

غَيرُ الرَشادِ وَمَذهَبي وَخَلائِقي

لَمّا أَلَحَّت في العِتابِ زَجَرتُها

فَتَأَخَّرَت عَنّي بِقَلبٍ خافِقِ

كَم رُضتُ قَلبي فَاِعلَمي وَزَجَرتُهُ

فَرَأى اِتِّباعَ الرُشدِ غَيرَ مُوافِقِ

وَمُدامَةٍ مِثلِ الخَلوقِ عَتيقَةٍ

حُجِبَت زَماناً في كَنائِسِ دابِقِ

تَختالُ أَلواناً إِذا ما صُفِّقَت

في الكَأسِ تُخرِسُ مِن لِسانِ الناطِقِ

ذَهَبِيَّةٌ تَختالُ في جَنَباتِها

كَالدُرِّ أَلَّفَهُ نِظامُ الراتِقِ

باكَرتُها مِن كَفِّ أَغيَدَ شادِنٍ

حَسَنِ التَنَغُّمِ فَوقَ سُؤلِ العاشِقِ

مُتَعَقرِبِ الصُدغَينِ في لَحَظاتِهِ

فِتَنٌ لَها مَقرونَةٌ لِبَواثِقِ

مُتَخَرسِنٍ دينُ النَصارى دينُهُ

ذي قُرطُقٍ لَم يَتَّصِل بِبَنائِقِ

لَبِقٍ بَديعِ الحُسنِ لَو كَلَّمتَهُ

لَنَبَذتَ دينَكَ كُلَّهُ مِن حالِقِ

وَاللَهِ لَولا أَنَّني مُتَخَوِّفٌ

أَن أُبتَلى بِإِمامِ جَورٍ فاسِقِ

لَتَبِعتُهُ في دينِهِ وَدَخَلتُهُ

بِبَصيرَةٍ فيهِ دُخولَ الوامِقِ

إِنّي لَأَعلَمُ أَنَّ رَبّي لَم يَكُن

لِيَخُصَّهُ إِلّا بِدينٍ صادِقِ