أمحمد بن سعيد ادخر الأسى

أَمُحَمَّدَ بنَ سَعيدٍ اِدَّخِرِ الأُسى

فيها رُواءُ الحُرِّ يَومَ ظِمائِهِ

أَنتَ الَّذي لا تُعذَلُ الدُنيا إِذا

ما النائِباتُ صَفَحنَ عَن حَوبائِهِ

لَو كانَ يَغنى حازِمٌ عَن واعِظٍ

كُنتَ الغَنِيَّ بِحَزمِهِ وَذَكائِهِ

لَستَ الفَتى إِن لَم تُعَرِّ مَدامِعاً

مِن مائِها وَالوَجدُ بَعدُ بِمائِهِ

وَإِذا رَأَيتَ أَسى اِمرِىءٍ أَو صَبرَهُ

يَوماً فَقَد عايَنتَ صورَةَ رائِهِ

إِنّي أَرى تِربَ المُروءَةِ باكِياً

فَأَكادُ أَبكي مُعظِماً لِبُكائِهِ

حَقٌّ عَلى أَهلِ التَيَقُّظِ وَالحِجى

وَقَضاءُ طَبٍّ عالِمٍ بِقَضائِهِ

أَلّا يُعَزّى جاذِعٌ بِحَميمِهِ

حَتّى يُعَزّى أَوَّلاً بِعَزائِهِ