اليوم أدرج زيد الخيل في كفن

اليَومَ أُدرِجَ زَيدُ الخَيلِ في كَفَنٍ

وَاِنَحَلَّ مَعقودُ دَمعِ الأَعيُنِ الهُتُنِ

بَني حُمَيدٍ لَوَ اَنَّ الدَهرَ مُتَّزِعٌ

لَصَدَّ مِن ذِكرِكُم عَن جانِبٍ خَشِنِ

إِن يَنتَخِل حَدَثانُ الدَهرِ أَنفُسَكُم

وَيَسلَمِ الناسُ بَينَ الحَوضِ وَالعَطَنِ

فَالماءُ لَيسَ عَجيباً أَنَّ أَعذَبَهُ

يَفنى وَيَمتَدُّ عُمرُ الآجِنِ الأَسِنِ

رُزءٌ عَلى طَيِّئٍ أَلقى كَلاكِلَهُ

لا بَل عَلى أُدَدٍ لا بَل عَلى اليَمَنِ

لَم يُثكَلوا لَيثَ حَربٍ مِثلَ قَحطَبَةٍ

مِن بَعدِ قَحطَبَةٍ في سالِفِ الزَمَنِ

إِلّا تَكُن صَدَرَت عَن مَنظَرٍ حَسَنٍ

حَربٌ فَقَد صَدَرَت عَن مَسمَعٍ حَسَنِ

نِعمَ الفَتى غَيرُ نِكسٍ في الجِلادِ وَلا

لَدنِ الفُؤادِ وَقعِ القَنا اللُدُنِ

حَنَّ إِلى المَوتِ حَتّى ظَنَّ جاهِلُهُ

بِأَنَّهُ حَنَّ مُشتاقاً إِلى وَطَنِ

وَلّى الحُماةُ وَأَضحى عِندَ سَورَتِهِ

مَعَ الحَمِيَّةِ كَالمَشدودِ في قَرَنِ

رَأى المَنايا حُبالاتِ النُفوسِ فَلَم

يَسكُن سِوى الميتَةِ العُليا إِلى سَكَنِ

لَو لَم يَمُت بَينَ أَطرافِ الرِماحِ إِذاً

لَماتَ إِذ لَم يَمُت مِن شِدَّةِ الحَزَنِ