سأشكر لابني وهب الهبة التي

سَأَشكُرُ لِاِبنَي وَهبٍ الهِبَةَ الَّتي

هِيَ الوُدُّ صاناهُ بِحُسنِ صِيانِهِ

عَفاءٌ عَلى دَهياءَ كانا إِزاءَها

وَنِكلٌ لِداجي الخَطبِ يَعتَوِرانِهِ

تَدَفَّقتُما مِن طَلِّ مُزنٍ وَوَبلِهِ

وَمِن شَرخِ مَعروفٍ وَمِن عُنفُوانِهِ

وَهَل لي غَداةَ السَبقِ عُذرٌ وَأَنتُما

بِحَيثُ تَرى عَينايَ يَومَ رِهانِهِ

رَأَيتُكُما مِن رَيبِ دَهرِيَ هَضبَةً

وَمازُلتُما لازِلتُما مِن رِعانِهِ

فَأَصبَحَ لي تَحتَ الجِرانِ فَريسَةً

وَلَولاكُما أَصبَحتُ تَحتَ جِرانِهِ

وَمَلَّكتُماني صَعبَةً وَخِشاشَها

وَأَمكَنتُما مِن طامِحٍ وَعِنانِهِ

لَئِن رُمتُ أَمراً غِبتُما عِندَ بِكرِهِ

لَقَد سَرَّني فِعلاكُما في عَوانِهِ

وَما خَيرُ بَرقٍ لاحَ في غَيرِ وَقتِهِ

وَوادٍ غَدا مَلآنَ قَبلَ أَوانِهِ

تَلَطَّفتُما لِلدَهرِ حَتّى أَجابَني

وَقَد أَزمَنتَ رِجلي هَناتُ زَمانِهِ

وَمازِلتُما مِن نَبعِهِ إِن عُجِمتُما

لِضَيمٍ وَعِندَ الجودِ مِن خَيزُرانِهِ

لَعَمري لَقَد أَصبَحتُما العُرفَ صاحِباً

لَهُ مِقوَلٌ نُعما كَما في ضَمانِهِ

وَيَأخُذُ مِن أَيديكُما وَهَواكُما

فَلا عَجَبٌ أَن تَأخُذا مِن لِسانِهِ