ألا قل للثقاة السامعين

ألا قل للثّقاة السّامعينَ

عن المثنى عليهم أجمعينا

لكم حظ من التقوى جزيل

وحظ من لقاء المتقينا

وفيكم من إذا الظُلَمُ استقلت

وحلَّت خلوة المتهجّدينا

نضا ثوب الكرى عن ناظريه

وبات يردّد الذّكر المبينا

تلوح له الشواهد بيِّنات

فتكسبه التواجدَ والحنينا

ألا تدعوا الدُّعاء بطول عمر

لسيدنا أمير المؤمنينا

لمن وسع الورى عدلاً وفضلاً

ومن فاق الورى دنيا ودينا

ومدَّ على رعيته جناحا

تدفّق فوقها عذباً معينا

مضى المتقدمون ولاة عدل

فناب منابهم في الآخرينا

كفى الفقراء إحساناً وألقى

عن الآباء أعباء البنينا

إمامٌ صيّر التقوى إماماً

فلم يدعِ التوكّل واليقينا

ولم تجد الخلافةُ عن علاه

شمالاً تنتحيه ولا يمينا

رآه الله أطهرهم ضميراً

فقلّد جيده العلق الثمينا

لأمر ما رأيت الناس طراً

بإجماع عليه مجمعينا

بدا علم الهدى فدعا إليه

وكان لنيله سبباً متينا

فسل عنه البلاد وساكنيها

تجدّهم في جوابٍ شاكرينا

إذا ذاك الجبين كساك نوراً

فنورك فانتظر تلك اليمينا

نسينا الظلم والظلمات لمّا

تجلّى عدله صبحاً مبينا

فما ندري الهموم ولا الرزايا

ولا نحصي الشهور ولا السنينا

فإن غرّت أعاديه هناة

فإن الله خير الناصرينا

وإن وراء دولته دعاءً

تُهدُّ له قلوبُ الدارعينا

وبيضاً تحت سُمر فوق دُهم

ضربناها ألوفاً في مئينا

ضمان أن ينال الطلق طلقاً

إمام كان بالتّقوى ضنينا

ومن كان الدعاء عليه عانٍ

لمن كان بالدعاء له معينا