أيا ذا الفضل والمنن

أيا ذا الفضل والمنن

وربِّ السرِّ والعلنِ

ومن شهدت بريته

له بفعاله الحِسَنِ

أنلت السؤل من منحٍ

كفيتَ السوء من محن

بما لم يجرِ في خلدٍ

ولم يخطر على أذن

فكوّنت الأنام فكا

ن عن عدم ولم يكن

ونبَّهت العقول علي

ك فاطردت على السنن

فلم يثبت سواك لها

صحيح الفكر والفطن

ونطت أمانة الدنيا

بجيد أغرَّ مؤتمن

إمام أوليِّ الذك

ر جاء بآخر الزَّمن

أتته خلافةُ الدُّنيا

وأمر الدِّين في قرن

فأجرى الأمر مضطلعاً

على سنن من السُّنن

وأغنى الناس قاطبة

عن الأهلين والوطن

فقد أمِنَ الأنام به

دعاة الشّرّ والفتن

وقد ظفرت جفونهم

بلذَّتها من الوسن

له صحّ الكمال ولم

يكن إلاّ لِمَن ومَن

ذكاءُ إياسٍ المزني

وزهد أويس القرني

فقل للحاسدين له

وتلك نتيجة الأحن

وجودكم إلى عدم

وهدنتكم إلى دخن

أفيقوا من عمايتكم

وكفُّوا فضلة الرَّسن

وهل تلغي حقائقنا

بباطل تلكم الظنن

وهل ينأى عن التَّحقيق

إلاَّ ضيّقُ العَطَنِ

تركتم جانب التّوفيق

تعويلاً على وثن

ولم تخشوا فوات الحظ

ظِ بين الغَبن والغَبَن

وهل ضاحٍ مع السَّبَرا

تِ كالآوي إلى حِصن

كأني إن تماديتم

وما نلقي سوى الدِمَن

بحكم الأبيض الهنديّ

أو بالأسمر اللَّدِنِ

فَمِن بَدَنٍ بلا روحٍ

ومن رُوحٍ بلا بَدَنِ

خدوا للموت أُهبتَهُ

فليس يكفّ بالجنن

ولا تقفوا فقد دفعت

سيولُ العارض الهتن

رياح الحق عاصفة

وما للإفك من سفن

وليس لكم مع العصيان

غير السَّيف والكفن