الخمر متلفة لدينك فاحذر

الخمر متلفةٌ لدينك فاحذر

ودليلةٌ نحو الخنا والمنكر

وهي الجحيم معجّلاً ومؤجلاً

فاثن العنان عن الجحيم وأقصر

كم ورَّطت في عُسرةٍ من موسر

كم ورَّطت في عطبة من مُعسِر

ما استودع العقلاءُ طيّ ضلوعهم

شيئاً أضرّ من الشّراب المسكر

يا من يمدُّ إلى المدام يمينهُ

شُلَّت يمينُك بائعاً أو مشتري

سِيَّان ألقيت البنان على الطّلا

للشرب أو ألقيتها في مجمر

ناران إلاَّ أنّ هذي لا ترى إلاّ

بمقلة مبصر مستبصر

طهّر فؤادك من نجاسة إثمها

أًَو لاَ فأعدد للعذاب الأكبر

أنت المنجّس ما شربت ندامة

ولو اغتسلت بماء سبعةأبحر

ماذا تريد إلى شرابٍ مُورِدٍ

وِرداً يسوءك ربُّه في المصدر

تَرِدُ الحسابَ به وأنت مروّعٌ

تخشى العقاب وأنت منه بمنظر

إن كنت ترغبُ في الأمان فلا تكن

ممن يسير على الطريق الأوعر

أتبيع دينك في الضلال بجرعة

قُبِّحتَ بطّالاً زمان المتجر

يا شؤمها من جُرعة مذمومةٍ

سلبتك دينك حيث لم تتشعر

فكأنني بك في القيامة نادماً

أسفاً تعضُّ أنامل المتحسِّر

إن لم تتب منها فإنك ضحكة

للناظرين وسُبة في المعشر

وإذافقدت العقلَ كنت بهيمةً

في جلد إنسان وحسبك فانظر

ولقد نصحتكَ إن قبلتَ نصيحتي

يا حاضراً وكأنه لم يحضر

والله لا فهم الحقيقة سامعٌ

قد بات في علم الضرورة يمتري

فاحذر عليك عقوبة في شربها

وإذا أنبت إلى المتاب فأبشر

يا ربِّ أنا مخطئون جهالة

فاصفح لنا واستر علينا وأغفر