الناس قد رحلوا وأنت مقيم

الناس قد رحلوا وأنت مقيم

ودُعُوا وأنت مُحجَّب محروم

صدقوا العزيمة فاستقلت عيسُهُم

وهواك في نيل المنى مقسوم

غَطَّتكَ من آذى ذنبك موجة

فيها الهلاك وما أراك تقوم

وتلام في ترك الحجاز فتنثني

عن غير معذرة وأنت ملوم

أحسن فقد فارقت كلَّ إساءة

مهلاً فأنت بعلمه معلوم

لا أنت في السَّفَر الذين تقدَّموا

نحو النبي ولا أراك تقوم

وإذا بدا لك درهم في جلَّقٍ

بادرت تقعد نحوه وتقوم

وإذا أراد الله تبليغ امرئٍ

فالعرب خاضعة له والروم

ما الناس إلا الرَّاحلون لربهم

والآخرون بلابل وهموم