بدا علم للحب يممت نحوه

بَدا عَلَمٌ للحُبِّ يَمَّمتُ نَحوَهُ

فَلَم أنقَلِب حَتَّى احتَسَبتُ بهِ قَلبِي

بَلَوتُ الهَوى قَبلَ الهوى فَوجَدتُهُ

إسَاراً بلا فَكٍّ سَقَاماً بلا طُبِّ

بنَفسِي حَبيبٌ لا أُصَرِّحُ باسمِهِ

وَكُلُّ مُحِبٍّ فهو يَكنِي عَنِ الحِبِّ

بَرَاني هَواهُ ظَاهِراً بَعدَ باطنٍ

فجِسمي بلا رُوحٍ وقَلبي بلا لُبِّ

بِحُبِّكً هَل لِي في لِقَائكَ مَطمَعٌ

فإنِّيَ مِن كَرب عَلَيكَ إلَى كَربِ

بكُلِّ طَرِيقٍ لي إليكَ مَنِيَّةٌ

كأنّي مَعَ الأيَّامِ بَعدَكَ في حَربِ

بكَيتُ فَقَالُوا أنتَ بالحُبِّ بَائحٌ

صَمَتُّ فقالوا أنتَ خِلوٌُ مِنَ الحُبِّ

بَوارِقُ لاحَت للوصَالِ فَشِمتُها

فيا بُعدُ بُعداً قَد دَنَا زَمَنُ القُربِ

بقيتُ فَهَل يَبقَى صُبابَةُ لوعةٍ

تُقلّبهُ الأشواقُ جَنباً إلى جَنبِ

بَلَغتُ المُنى مِمَّن أحِبُّ بِحُبهِ

ولا بُدَّ للمَربُوبِ مِن رَحمَةِ الرَّبِّ