بذكرك نستكفي وإياك نعبد

بذكرك نستكفي وإياك نعبدُ

وأنت الذي ندعو وأنت نُوحِّدُ

ومن ذا الذي يرجو سواك ولم تزل

لفضلك فينا أنعمٌ تتجدد

هديت إلى الإسلام أول منة

وكم منّة من بعدها لا تعدد

وأغنيتنا من فاقة وكفيتنا

مكاره لولا أنت لم تك تبعد

فوالله لولا اللهُ لم ترنُ مقلةٌ

وواللهِ لولا الله ما بطشت يَدُ

فيا أيها الآوي إلى غير بابه

أفق ليس إلا الله ما بطشت يَدُ

إذا كنت بالمخلوق يومك واثقاً

فمن لك بالمخلوق إن جاءك الغد

تأمل فصنع الله جلَّ ثناؤه

عليك بوحدانية الله يشهد

ومن لُطفِهِ سبحانه بعباده

إمام معانٌ بالقضاء مسدد

حمى بيضةَ الإِسلام والطرف مطرقٌ

شدَّ عرى التّوحيد والسيف

ولم يستعن في الأمر إلاَّ بربه

لذاك أعاديه تقوم وتقعد

له جمع الله الديانة والدُّنا

وهل جَمَعَ الدارين إلاَّ مؤيد

ففي كل غور للتنزه روضةٌ

وفي كلِّ نجد للتهجد مسجد

ومن كأمير المؤمنين وعنده

سريرةُ أمر الله وهو مخلد

خلافةُ أمر المسلمين قلادةٌ

يناسبها في القدر هذا المقلَّد

مواردُ تحميها الأسنةُ والظُّبَا

فمن شاء فليقرب للموت مورد

يغرّ عقول الممترين سرابه

وما تحته إلا الحسام المجرد

فنحن بحمدالله في ظل نعمة

مليك سماوي وملك ممهد

أمِنَّا الذي نخشى بيمن خليفةٍ

له العدل درعٌ والدعاء مهند

فقل للأعادي أذعِنُوا قَبلَ وَقعَةٍ

تكونُ عليكم جمرةً تتوقد

إذا بَعُدَ المأمولُ بالأمس عَنكُمُ

فمَطلَبُهُ منكم مع اليوم أبعَدُ

قضى الله أنَّ الناكثين أذلة

وأنَّ أمير المؤمنين محمد