خليلي ما للقلب يهفو من الأسى

خَليلَيَّ ما للقَلبِ يَهفُو مِنَ الأسَى

وَمَا لِدُمُوعِ العَينِ كالعَينِ تَنضَخُ

خُلِقتُ كما شَاءَ الهَوى طَوعَ حُكمِهِ

فِها أنَأ أبني مُنذُ حينٍ وأفسَخُ

خَضَعتُ لمَحبُوبٍ أذِلُّ لِعِزِّهِ

فَيَنأَى على ذُلٍّ لَدَيهِ وينسَخُ

خَلَعتُ عِذاري في هَواهُ كأنَّني

أصَمُّ عَنِ العُذَّالِ في لاحُبِّ أصلَخُ

خَفيتُ عَنِ الأبصارِ لولا بَقيَّةٌ

مِنَ القَلبِ يبقَى الحُبُّ فيها فَيَصرُخُ

خيالِي كَما لاَح الخِلالُ وراءَهُ

فؤادٌ بِمَسفُوحِ الدِّماءِ مُضَمَّخُ

خَلِيُّ وَلكن مِن سِواكَ وَفي الحَشَى

ضِرامٌ بأنفاسِ الصَّبَابَةِ تُنفَخُ

خِطابُكَ رَيحاني ورَوحي وجَنَّتي

ومِن دونهِ للرُّوحِ في الجِسم بَرزَخُ

خَبَأتُ الهوَى وَهوَ الهَوانُ حَقيقَةً

فَدَعوَتُهُ تُشجي ودَعواهُ تَرسُخُ

خُذوا الوَجدَ عَن قَلبي عِياناً فإنَّما

زَمانُ التَّصَابِي مِن زَمَاني يُؤَرَّخُ