رأيت بني الدنيا يؤمل نفعهم

رأيت بني الدنيا يؤمل نفعهم

على بخل أيد واختلال مكاسبِ

وأجدر بالتأميل في كل معضل

بنو الدين والراجون حسن العواقب

هم القوم لا ينفعك راجي نوالهم

لدى طلّ أدواح وطلّ سحائب

غيوث جدوب أو شموس معارف

هضاب حلوم أو نجوم غياهب

وإنّ بأكناف المرية منهم

لفدُّ السجايا والحلى والمناقب

بقيةُ من في الكتب ديناً وسنة

فشاهِدُهُ قد ناب عن كلِّ غائب

تكسَّب من علمي كتابٍ وسنةٍ

كريم المساعي في سديد المذاهب

ولم يبتدع في الدين بدعةً غيرِهِ

ولا شدَّ عن بادٍ من الحق لا حب

وما قلتُ إلاَّ بالذي قد أفادني

تواتر نقلٍ من ثقاتِ الأصاحب

ولولا اتّقاء المدح أطنبتُ مثنياً

على فضلِهِ قيلُ امرىء غير كاذب

إذا كان مدحُ المتقين فضيلةً

فمدح أبي إسحاق آكد واجب

تشوقتُ فيه فاستنبت صحيفتي

وربَّ كتاب نائب عن مُكاتِب