رضا الله أعلى ما ارتجته عبيده

رضا الله أعلى ما ارتجتهُ عبيدُهُ

وتقواه أولَى منجز تستفيدُه

وفي الإِنس بالمولى هو الانس كله

إذا صحح الذّكرَ الخَفِيَ مريدُه

وإن بنى الدنيا ودنياهم معاً

لنهبة أسباب الردى وحصيده

إذا غاب قلب المرء عن غير ربه

فمولاه في ذاك المغيب شهيده

ألا حفظ الله المصيخ لسمعه

إذا ما أتاه وعده أو وعيده

ومن جعل الذكر حديثاً لنفسه

يردِّده مستعذباً ويعيده

رأى الزُّهد في دار الفناء فلم ترق

نواظره مما أتاه زهيده

وأيقن أن الكلَّ بالله لاحق

فمن شوقه إعداده وعديده

وأحسَنَ للمخلوق في حق خالق

يوفقه فيما نوى ويزيده

ولم يرضى إلا العدل في الناس شيمة

بدنيا يوفِّيها ودين يفيده

هو العلمُ لاضافي على كلِّ ظلة

وكافيه مما نابه وعميده

إمام بكفيه من الدّين والدّنا

مآثر لم يخلص إليها عبيده

فمقول ذا عالي الخطاب فصيحهُ

وصارم ذي ماضي الغرار حديده

وإن أمير المؤمنين لسَيدِّ

لمن فوقها من عالم ووحيده

له من دعاءِ المسلمين مواكب

تصرفها الأقدارُ فيما يريده

لذلك تأتيه الفتوحُ تواتراً

ويدنو له من كلِّ أمر يعيده

فريد الورى معناهم ولأجلها

تقلَّد هنديّ الخلافة جيده

فلا زال وصَّالاً إلى ما يحثُهُ

ولا زال منصوراً على من يكيده