شربت كؤوس الحب صرفا وليس لي

شَرِبتُ كُؤوسَ الحُبِّ صِرفاً وَليسَ لي

مِزَاجُ رَذاذٍ للوِصَالِ ولا طَشِّ

شُواهِدُ حُبِّي بَينَ جَفنَيَّ والحَشَا

فَمِن عَبرَةٍ تُملِي ومن زَفرَةٍ تُنشِي

شُغِفتُ بِمَحبُوبٍ أضَنُّ بِذِكرِهِ

عَلى غَايَةِ البَلوَى فَأشفِي ولا أفشٍِي

شَفائيَ فِي مَرآهُ والمَوتُ دُونَهُ

ولا بُدَّ في الدِّرياقِ مِن خَطَرِ الرُّقشِ

شَقققتُ عليهِ القَلبَ والخِلبَ والحَشا

غَراماً ومَن لِي بَعد ذَلِكَ بالأرشِ

شَكَوتُ إِلَيهِ الوَجدَ فاعتضتُ صَبوَةً

فَذَكّرني هذا أجَلُّ مِنَ الحَرشِ

شِعارِي هَوَاهُ والدِّثارُ كمِثلِهِ

فها أنا مٍِن لَدغٍ أفِرُّ إلى نَهشِ

شَديدٌ عَلى قلبي خُلُوٌّ مِن الهَوى

ولا حِيلةٌ للَّوحِ في المَحوِ للنَّقشٍ

شَغَلتُ جَنَانِي واللِّسَانَ بذِكرِهِ

فَلَستُ بنَاسِيهِ ولَو كُنتُ في النَّعشِ

شَنئتُ حَياتي والحياةُ لَذيذةٌ

إذا غابَ مَن نهوى فلا خَيرَ في العَيشِ