كتمت الهوى حتى تبدت سماته

كَتمتُ الهَوىَ حتَّى تَبَدَّت سِمَاتُهُ

فَحُقِّقَ حُبٌّ كانَ في حَيِّزِ الشَّكِّ

كَحَلتُ جُفُونِي بالسُّهادِ عُقوبَةً

لِسِرٍّ يُرَى بَينَ التَّقلُّبِ والسَّفكِ

كَلِفتُ بِحِبٍّ لا أسَمِّيهِ هَيبَةً

وَليسَ يَصُدَّ الخَتمُ عَن عَبَقِ المسكِ

كَنَيتُ عَنِ المَحبُوبِ بالغَيرِ غَيرةً

وَقَلبي بَرِيءٌ في هَوَاهُ مِنَ الشِّركِ

كَبِيرٌ عَلَى قَلبِي وَحُلؤٌ علَى فَمِي

فَما أنَا مِن حُبِّي وذِكري بمُنفَكِّ

كَسَانِي الضَّنَى فِي قُربهِ خَوفَ بُعدِهِ

ولا شيء بَعدَ الوَصلِ أنكى مِنَ التَّركِ

كِلا حَالتي هَذَا الهوَى حَالُ لَذَّةٍ

فَسِيَّانِ عِندِي حِينَ أضحَكُ أو أبكِي

كَفى حَزَناً أنِّي أَسِيرُ صَبابَةٍ

ولا طَمَعٌ لي في فِداءٍ وَفي فَكِّ

كشَفتُ حِجابَ القًلبِ عَمَّا وَراءَهُ

فَعَايَنتُ بَحراً لَيسَ يُعبَرُ بالفُلكِ

كمالُ المُنَى إن كُنتَ تَرغَبُ في المُنى

إذا فَنِيَ المَملُوكُ في مالِكِ الملُكِ