وجدت ولا طب لما أنا واجد

وَجَدتُ ولا طِبٌّ لما أنَا واجدُ

فِها أنا نِضواً أشتكي البَثَّ والشَّجوا

وَميضُ الهَوى في القَلب يُوجَدُ خَفقُه

فَما لجِفُوني تَشتكي ألَمَ العَدوى

وَهَل نَافِعي رِيّ الجفونِ بِدَمعِها

إذا كانَ ما بَينَ الجَوانِحِ لا يَروى

وَقَد ذُقتُ طَعمَ الحُبِّ بَدءاً وَعَودَةً

فلَم أدرِ هَل مُرَاً تَطَعَّمتُ أم حُلوا

وَعِيدُ فِراقٍ فيهِ للوَصلِ مَوعدٌ

فآونَةً سُكراً وآونَةً صَحوا

وَقَفتُ بِبَابِ الحِبِّ وقفةَ حائرٍ

يؤمِّمل ما يَهوى ويَحذَرُ مَن يَهوى

وَهَبتُ لَهُ قَلبي وسَمعِي ونَاظِري

عَسَى مُوجبُ الشَّكوى يُزيلُ من الشّكوى

ودائعُ حُبِّي في الفُؤادِ مَصُونَةٌ

سِوى عَبرَةٍ تَهِمي على جَسَدٍ يذوى

وَفَاتي مُحِبّاً إن ظَفِرتُ بوَصلهِ

ولي همّةٌ تَسمُو إلى الغَايَةِ القُصوى

وَلَو أنَّه أومى إليَّ بِمِيتَةٍ

لبَادَرتُ نحوَ المَوتِ طَوعاً ولو حَبوَا