يا شارب الراح في أوقات غفلته

يا شارب الرّاح في أوقات غفلته

ومستسراً بأبواب وأستار

إذا دجا الليل واشمطت ذوائبُهُ

خلا بكأس وأوتار ومزمار

أما علمت بأنَّ الله مطَّلعٌ

يُحصِي فعالك من جهر وأسرار

لو كنت في ظلماتِ البحر محتجباً

عن كلِّ مرمى لأسماع وأبصار

لم تَخفَ منك عن الرحمن خافيةٌ

بل كلُّ فعلك مقدورٌ بمقدار

ماذا يفيدك جهلُ الناس كُلِّهِم

بما كَتَمتَ ولا يخفى عن الباري

لا يطغَينَّكَ سترُ الله مذ زمنٍ

فكم أتى دون تسويف وإصرار

فارجع عن الذِّنب مختاراً مراجعةً

أو سوف ترجع عنه غير مختار

وإن أبيت سوى الإصرار تصحبه

فهل ترى لك من صبر على النار